أشارت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية إلى أن نتائج الانتخابات البرلمانية التي أكدت فوز الإسلاميين بشكل مبالغ فيه وغير مسبوق وأثارت الكثير من الصخب بين جميع القوى السياسية، مجرد "وهم وخدعة"، وهو أيضا ما أكدته مختلف وسائل الإعلام على لسان القوى السياسية الأخرى.
وأضافت المجلة أن تواجد الإسلاميين المترسخ فى الشارع المصري والمجتمعات العربية بشكل عام على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي فضلا عن الدعاية الدينية المكثفة التى قاموا بها هى سبب حصولهم على الأغلبية فى كل من تونس والمغرب ومصر وبالرغم من ذلك فإن هذا الانتصار سيتم اكتشافه مؤخرا بأنه بمثابة وهم.
وفى نفس السياق ذكرت المجلة أن حزب "النهضة" الإسلامي فى تونس حصل فقط على 89 مقعدا من إجمالى 217 مقعدا بالمجلس التأسيسي وهو ما لا يكفى لتسليم زمام الأمور للإسلاميين وأن تصبح لهم الكلمة الأولى والأخيرة لوضع الدستور الجديد أو لتشكيل حكومة أحادية، كما يتصور البعض خطأً.
كما أن فوز حزب "العدالة والتنمية" فى المغرب كان بحصوله على 107 مقاعد فقط من إجمالي 395 مقعدا بالبرلمان، وهي النسبة التي لم يحصل عليها أى حزب منذ أول انتخابات برلمانية فى المغرب عام 1963 ولا سيما أن طبيعة النظام الانتخابي المغربي المعقد لا يسمح بمنح حزب بعينه الهيمنة الكاملة للتشريع، ولذلك صورت هذه النتيجة غير المسبوقة للبعض بسيطرة الإسلاميين على البرلمان المغربي.
وأشارت إلى أن الإخوان المسلمين في مصر والممثلين فى حزب "الحرية والعدالة"، بالرغم من كونهم أقوى حركة إسلامية فاعلة ومؤثرة فى العالم العربي إلا أنهم حصلوا فقط على 36,6% من الأصوات فى الجولة الأولى بالرغم من خبرتهم الواسعة فى إدارة الحملات الانتخابية بالإضافة إلى أن الكثير منهم خاض الانتخابات كمرشحين مستقلين باعتبارها جماعة محظورة منذ عقود، وهو ما وصفته الصحيفة بالأمر غير المخيف لأن نسبة فوزهم وإن كانت غير مسبوقة إلا انها ليست مسيطرة.
ولفتت المجلة النظر إلى فوز السلفيين المتشددين غير المتوقع على الساحة السياسية، وهو ما وصفته بالحصان الأسود فى الانتخابات المصرية بعد حصولهم على 24,3% من إجمالي الأصوات، ولكنها توقعت أيضا عدم حصولهم على مثل هذه النسبة خلال المرحلتين الثانية والثالثة من الانتخابات لأنهم بذلك يتحدون نظرائهم الإسلاميين الأكثر وسطية: الإخوان وحزب الوسط، وهي معركة ليست سهلة أو متوقع فوز السلفيين بها، وفقا للمجلة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق